اصدقائي..أسرى الغياب.)
1
قلبي الآن ،كهف مظلم...
فرّت من أصابعي القصيدة
ولم يحمل الهواء رائحة فوضاهم.
انتابني انشغالهم فقط بأشياء لا أمرّ سهوا بينها ،
ولم يخترق الصباح غير أغنية تذكّرني بهم ،
والحياة تضاعف سرعتها، حين تمر بحنانهم، كريح هاربه.
2
هل لهذا الغياب اسم، أم أنه الصيف واقف بالباب.
يهاجمني الشارع بازدحامه ،كأني توقعت موت المارّه أجمعين
أصوات باعته تطفو كهدير الطواحين ،
صفرة الهواء المعلق على نوافذ المطاعم، تطعن وجوه الزبائن
وواجهات المحال تومض بفجاجة تتحدى الشمس.
3
ابحث عن ملامح تشبههم ، تنقذ النهار،
هل صرت وحدي أبحث عما هو أبعد من سراب
أم أنني اقتربت أكثر مما تسمح المسافه.
أخبيء لهم ملذّات صغيرة لطفولة أرواحنا،
ربما خرجوا فجأة من عطفة في ضجر الكلام،
4
حين كنا،صادقني وهج النبوءات وأصابني بالشعر
ولهبة القلب توردت، هالة تنهر القلق ،
تحيل الأمكنة طيوراً،والناس شجر الغفران.
5
أظنهم لن يعرفوا حقا ما لذي يحدث حين يحضرون في الكلام.
كيف تتراجع الحيطان ويقترب البحر ويلوذ السقف بتلابيب السحاب. كيف يحن الباب لأمومة السنديان وقطرة الندى لغيمة تقبّل تراب العتبات.
حين أتحدث عنهم تجهش غابة من الأشواق على صدري،ويترفق المطر بشجن النوافذ.
كأن تسترسل زرقة البحر في هذيانها حتى تتحول خضرة تكسو جسد الرمل .. كأن تعود الدلافين فجأة، وقد نسيت كيف توغلت في التيه،.
هل رأيتم لون الأرق قبل أن ينحدر في هضاب الليل،أو استيقظتم قلقين على أصابع ريش أبيض مرت على النوم ونادتكم إلى الحزن..
انا استيقظت البارحة أيضا على أغنية لا اعرف من أين كانت تفيض في رأسي كنهر من الدفء،تمشط حسرة العشب..وتسحبني لعلاماتهم الفارقه.
ثم عبرني النوم الى عتمة بعيده أقل انشغالا بالمكابده، وترك حيرة تتسلق أنقاض الصحو،وأنا أتفقد غفوة الضوء في قلبي،ربما استيقظ ، و قادني من جديد إلى تهلكة القرب.
6
هذا ليس كل ما لديّ،
فمعطف الانتظار صار فضفاضا ولم اعد ادري ما لذي لا انتظر،
ما زلت أفكر أنهم من ادخل العواصف إلى مخبأي،
وتركوني تحت رحمة البرق.
*خارج النص أن اعترف أني بدونهم ،قلب يختنق بأساه،
تخف إليه الزوابع ، كلما حاول التعلق بأجنحة النسيان،
أو جرّب أن يغافل شفرة الحنين.
__________________